للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الذي ذكره الغزالي هو الحق، وهو الذي اختاره الإمام وأتباعه. وأما إمام الحرمين فقد نقل المصنف عنه أيضًا أنه نظري، وهو قد صرح في "البرهان" بموافقة الكعبي، كما نقل المصنف، لكنه نَزَّل مذهب الكعبي على محمل يقارب ما ذكره الغزالي، وهذه عبارته: ذهب الكعبي إلى أن العلمَ بصدق المخبِرين تواترًا نظري، وقد كثرت المطاعن عليه من أصحابه ومن عُصْبَة الحق، والذي أراه تنزيلَ مذهبِه عند كثرة المخبِرين على النظر في ثبوت إيالة (١) جامعة وانتفائها، فلم يَعْنِ الرجلُ نظرًا عقليًا، وفكرًا سَبْرِيًّا على مقدمات ونتائج، فليس ما ذكره إلا الحق (٢). انتهى.

وإذا اتحد رأي إمام الحرمين والغزالي، وكان هو رأي الإمام والجمهور، ونُزِّل مذهب الكعبي عليه كما صنع إمام الحرمين - لم يكن بينهم اختلاف. وهذا التنزيل هو الذي ينبغي أن يكون، ولا يُجْعل في المسألة نزاع (٣).

وتوقف الشريف المرتضى (٤). . . . . . . . . . . . . . . . . .


(١) الإيالة: هي الحالة. انظر: تاج العروس ١٤/ ٣٥.
(٢) انظر: البرهان ١/ ٥٧٩.
(٣) انظر: شرح المحلي على الجمع ٢/ ١٢٢، شرح مختصر الروضة ٢/ ٧٩ - ٨١، شرح الكوكب ٢/ ٣٢٧، المدخل إلى مذهب أحمد ص ٩٠، غاية الوصول ص ٩٦.
(٤) هو علي بن حسين بن موسى القرشيُّ الحسينيُّ المرتضى المتكلم الرافضيُّ المعتزليّ. ولد سنة ٣٥٥ هـ. قال الذهبيُّ رحمه الله: "وهو المتهم بوَضْع كتاب "نهج البلاغة"، وله مشاركة قوية في العلوم، ومَنْ طالع كتابه نهج البلاغة جَزَم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين عليٍّ - رضي الله عنه -، ففيه السبُّ الصُّرَاح والحطُّ على السيِّدَيْن: أبي بكر وعمر =

<<  <  ج: ص:  >  >>