للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيرازي هنا: إنه البلخي وكَنَاه (١) أبا مسلم (٢) - إلى أنه كسبي، ووافقه أبو بكر الدقاق وأبو الحسين (٣)، ونقله المصنف تبعًا للإمام (٤) عن حجة الإسلام الغزالي. وفيه نظر، فالذي نَصَّ عليه في "المستصفى": أن تحقيق القول فيه أنه ضروري، بمعنى: أنه لا يُحتاج في حصوله إلى الشعور بتوسط واسطةٍ مفضية إليه، مع أن الواسطة حاضرة في الذهن وليس ضروريًا، بمعنى: أنه حاصل من غير واسطة، كقولنا: القديم لا يكون مُحْدَثًا، والوجود لا يكون معدومًا؛ فإنه لا بد فيه من حصول مقدمتين في النفس: عدم اجتماع هذا الجمع على الكذب، واتفاقهم على الإخبار عن هذه الواقعة (٥).


(١) في اللسان ١٥/ ٢٣٤، مادة (كني): "يقال: كَنَيْتُه، وَكَنَوْتُه، وَأكْنَيْتُه، وكَنَيَّتُه".
(٢) عبارة أبي إسحاق في شرح اللمع ٢/ ٥٧٥: "وقال أبو مسلم البلخي، ويعرف بالكعبي، وهو من المعتزلة البغداديين. . .".
(٣) وابن القطان، وأبو الخطاب الكلوذاني. انظر: شرح اللمع ٢/ ٥٧٥، المعتمد ٢/ ٨١، البحر المحيط ٦/ ١٠٥، التمهيد ٣/ ٢٢ - ٢٨، شرح الكوكب ٢/ ٣٢٧.
(٤) انظر: المحصول ٢/ ق ١/ ٣٢٩.
(٥) انظر: المستصفى ٢/ ١٣٣ - ١٣٥ (١/ ١٣٢ - ١٣٣)، وقد اعتبر ابن الحاجب رحمه الله هذا القول اصطلاحًا خاصًا للغزالي، حيث قال في منتهى السول ص ٦٨: "وميل الغزالي إلى إثبات قسم ثالث". وقد أشار الغزالي رحمه الله إلى ذلك حيث قال (٢/ ١٣٥): "العلم بصدق خبر التواتر يحصل بواسطة هذه المقدمات، وما هو كذلك ليس بأولي، وما ليس بأولي هل يسمى ضروريًا؟ هذا ربما يختلف فيه الاصطلاح. والضروري عند الأكثرين عبارة عن الأوَّليّ، لا عما نجد أنفسنا مضطرين إليه، فإن العلوم الحسابية كلها ضرورية، وهي نظرية، ومعنى كونها نظرية: أنها ليست =

<<  <  ج: ص:  >  >>