فالذين يقولون بتوحيد عرفة يلزمهم القول بتوحيد الصيام والإفطار، والذين يقولون بتوحيد الصيام والإفطار يلزمهم القول بتوحيد عرفة.
المسألة الثالثة عشرة:
إذا كان المسلم في بلد غير مسلم .. أو كان في بلد مسلم ولكن الحاكم فاجر لا يعتد بشرع الله, فكيف يصوم؟
يصوم المسلمون كلهم - في هذه الحالة - مع أول رؤية يعلنها المسلمون في أي بلد آخر, ولا يعتد بجنسية ولا تابعية ولا جواز ولا مولد ... فبهذا تتوحد الكلمة, ويزول التفرق وينتهي القيل والقال, وإضاعة الأوقات, وليتق الله الذين يخالفون في هذا حتى لا يكونوا سبباً في تفريق الأمة, بأي دعوى كانت, ولئن يوحد صيام المسلمين وإفطارهم على خطأ غير متعمد, خير من أن يفترقوا ظانين من نفسهم أنهم على الصواب, فليس على التفرق شر على جماعة المسلمين مثله.
[المسألة الرابعة عشرة: خلاصة ما سبق]
أن على المسلم أن يصوموا جميعاً مع أول رؤية تكون في العالم، فإن أبى أهل البلد المسلم ذلك صام معهم طاعة لولي الأمر وتحقيقاً للوحدة، مالم يتعمدوا مخالفة الشرع، فإن كانوا ممن يتعمد المخالفة كذلك صام مع أهل الحق سراً، ووافقهم جهراً.
فإن اختلفوا في البلد نفسه صام مع أهل منطقته، فإن اختلفوا صام مع أهل مسجده وإن خالفوا الحق اجتهاداً لا تعمداً.
هذا ما اجتهدت في إعداده، فإن أصبت فمن الله وحده كرماً وفضلاً, وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.