للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشمس بن طولون في تاريخه في ترجمته: الشيخ الإمام العالم الأوحد المحقق المتقن البحر العلامة شهاب الدين أبو العباس، حفظ القرآن وتصدر للإقراء، بمدرسة الشيخ أبي عمر، وأجازه أبو العباس بن الشريفة وأبو عبد الله ابن جوارش وغيرهما، واشتغل على التقي بن قندس، ثم على القاضي علاء الدين المرداوي صاحب (التنقيح)، وبرع ودرس وأفتى، وإليه صار المرجع في عصره في مذهب أحمد، وعنده خير وديانة وسكون، وكان بينه وبين عبد النبي تباغض بسبب ما نقله صاحبه ناظر المدرسة المذكورة سودون الطويل [عنه] (٤٤) لشيخنا عبد النبي [المالكي] (٤٥) من مسألة إثبات الحرف القديم ونحوها من مسائل الاعتقاد، والظاهر أنه كان سالكًا طريق السلف فيها، وكثيرًا ما كان يحرضنا على مطالعة (الصراط المستقيم في إثبات الحرف القديم) للموفق بن قدامة، [ويقرأ لنا كلام أبي الفضل] ابن حجر في شرحه لكتاب التوحيد من آخر شرحه للصحيح، وكان ملازما لقراءة تفسير القرآن لشيخ السنة البغوي، وكان يقرأ في (الميقات)، وفي (الاعلام بشد المنكام) لشمس الدين بن أبي الفتح، وقال لي يومًا: أفضل الشام دمشق، قال علي بن الأثير في كتابه: (تحفة العجائب وظرفة الغرائب) في المقالة الثالثة في الدهر والزمان والليالي والأيام عند الكلام على الربيع: اجتمع جُوّاب الأقطار ومسافروها على أن منتزهاتها أربعة: [١٩ آ] صُغْد سمرقند، وشِعب بَوّان، ونهر الأُبُلَّة وغوطة دمشق (٤٦)، قال الخوارزمي: وقد رأيتها كلها فكان فضل الغوطة على الثلاث كفضل الأربعة على غيرهن كأنها الجنة صورت على وجه


(٤٤) الزيادة من متعة الأذهان.
(٤٥) الزيادة من متعة الأذهان.
(٤٦) انظر معجم البلدان ١/ ٧٥١.

<<  <   >  >>