طوق الثعلبى صاحب الترجمة. كان أديبًا شاعرًا فقيهًا، صنف في مذهب مالك كتاب (التلقين) وكتاب (المعرفة)، شرح الرسالة وغيرهما. ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (٣٩) ومن شعره:
فقلت لها: إني فديتك غاصبٌ … وما حكموا في غاصبٍ بسوى الرّدِ
خذيها وكُفّي عن أثيمٍ ظُلامةً … وإن أنتِ لم ترضيْ فإنّا على العهدِ
فقالت: قصاصٌ تشهد النفسُ أنه … على كبدِ الجاني ألذُّ منَ الشهدِ
فباتَتْ يميني وهي هميانُ خَصْرِها … وباتت شمالي وهي واسطةُ العِقْدِ
فقالت: ألم تخبر بأنّك زاهدٌ … فقلتُ: بلى ما زلت أزهد في الزهدِ
واشتغل صاحب الترجمة آخرًا على الشيخ زين الدين بن العيني، فقرأ عليه شرحيه على (الألفية) وعلى (الخزرجية) وأخذ الحديث عن ابن السليمي كما تقدم، وعن ابن الشريفة والنظام بن مفلح، وسمع على جماعة كثيرين. ولما رحل إلى بعلبك صحبة الجمال بن المبرد سمع بها غالب مسموعاته، وكان يتكسب بالشهادة. وهو من شيوخ الشمس بن طولون ومجيزيه.
توفي يوم الخميس تاسع رمضان سنة عشر وتسعمائة، وقال النجم في الكواكب والعكري في الشذرات سنة ست عشرة وتسعمائة، وما في تاريخ ابن [١٨ - ب] طولون أثبت، ودفن بسفح قاسيون رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
(٣٩) تاريخ بغداد ١١/ ٣١ ونسبه فيه التالي: (عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون … ).