التصّرف، وتوفير ماله على مصالحه الذي أوجب تنفيذَ تصرفه في الوصية والتدبير، فإنّ مصالح الآخرة هي المصالح العظمى والنعمة الكبرى، فانظر إلى هذه الحكمة واشكر مولاك على ما أولاك من هذه النعمة.
ومن المنسوب إلى أبي العلاء أيضًا:
في اللاذقية فتيةٌ … ما بين أحمد والمسيح
هذا يهز نواقسًا … والشيخُ من حنقٍ يصيح
كلٌّ معظمُ دِينِهِ … يا ليتَ شعري ما الصحيح!
فبلغ ذلك القاضي عبد الوهاب المالكي (٣٨) فقال:
كلبٌ عوى بمعرَّةِ النُّعمانِ … لما خلا عن رُتبةِ الإيمانِ
أمعرّة النعمانِ لا قُدستِ إذ … أظهرتِ فيكِ معرّة العُميانِ
ووقف قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أسد المالكي على ما قاله القاضي عبد الوهاب المذكور من ذلك، فذيل عليه فقال:
يُمسي ويُصبحُ في الضَّلالةِ عامَها … ويرى نقيضَ الشّرع في الحيوانِ
ويقولُ إنّ نفوسَنَا تفنى كما … تَفنى الجسومُ ولا معادَ لفاني
تبًا له من جاهلٍ متغافلٍ … أو فيلسوفٍ حادَ عن عِرْفانِ
أمسى المعري والقريض غزاله … طوع القياد فما له من قاني
قد حاز فيه السَّبْقَ إلّا أنه … سَبَقَ الكتابُ عليه بالحِرمانِ
والقاضي عبد الوهاب هذا هو أبو محمد بن علي بن أحمد بن الحسين بن هارون بن مالك بن طوق الثعلبي البغدادي الفقيه وهو من ذرية مالك بن
(٣٨) سيورد المؤلف ترجمته بعد أسطر.