فالمصراع الثانى مأخوذ من المصراع الثانى لأبى تمام على كل من تفسير ابن جنى وابن فورجة إذ لا يشترط فى هذا النوع من الأخذ عدم تغاير المعنيين أصلا كما توهمه البعض وإلا لم يمكن مأخوذا منه على تأويل ابن جنى أيضا؛ لأن أبا تمام علق البخل بمثل المرثى وأبا الطيب بنفس الممدوح. هذا، ولكن مصراع أبى تمام أجود سبكا لأن قول أبى الطيب: ولقد يكون بلفظ المضارع لم يقع موقعه إذ المعنى على المضى ...
===
غير موجود، بل سخاء شخص موجود
(قوله: فالمصراع الثانى) أى: من بيت أبى الطيب
(قوله: على كل إلخ) متعلق بمأخوذ أى: سواء قلنا: إن مصراع أبى الطيب إن الزمان بخيل بإيجاد ذلك الممدوح أو بإيصاله إلى الشاعر
(قوله: إذ لا يشترط إلخ) جواب عما يقال: إن المصراعين بين معنييهما مغايرة؛ وذلك لأن معنى مصراع أبى تمام: إن الزمان بخيل بوجود مثل الممدوح المرثى، ومعنى مصراع أبى الطيب: إن الزمان بخيل بإيجاد ذلك الممدوح أو بإيصاله للشاعر، فالبخل فى الأول متعلق بالمثل، وفى الثانى متعلق بنفس الممدوح، وإذا كان المصراعان متغايرين، فكيف يكون أحدهما مأخوذا من الآخر؟ !
(قوله: عدم تغاير المعنيين أصلا) أى: بالكلية وعدم تغاير هما بالكلية هو اتحادهما فكأنه قال: إذ لا يشترط فى هذا النوع من الأخذ الاتحاد من كل وجه، بل يكفى الاتحاد من بعض الوجوه كما هنا؛ لأنهما مشتركان فى أصل البخل وإن اختلفا من جهة متعلقه
(قوله: وإلا لم يكن مأخوذا منه) أى: مع أن المصنف جعله مأخوذا منه
(قوله: أيضا) أى: كما لا يكون مأخوذا منه على تأويل ابن فورجة
(قوله: لأن أبا تمام إلخ) أى:
فهناك مغايرة بحسب الظاهر وإن كان لا مغايرة بحسب المراد؛ وذلك لأن بخل الزمان بمثله فى بيت أبى تمام كناية عن بخله به كما تقدم- كذا قرر شيخنا العدوى وهو تعليل بمثله فى بيت أبى تمام كناية عن بخله به كما تقدم- كذا قرر شيخنا العدوى وهو تعليل لقوله: إذ لا يشترط إلخ
(قوله: ولكن مصراع أبى تمام إلخ) استدراك على قوله فالمصراع الثانى أى: من بيت أبى الطيب مأخوذ من المصراع الثانى من بيت أبى تمام، وحاصله أن قول أبى الطيب: ولقد يكون به الزمان بخيلا مأخوذ من قول أبى تمام: إن الزمان بمثله لبخيل، وظاهر أن الأول أحسن من الثانى؛ لأن الثانى عبر بصيغة المضارع