للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحو):

جمع الحق لنا فى إمام ... (قتل البخل وأحيا السّماحا)

فإن القتل والإحياء الحقيقيين لا يتعلقان بالبخل والجود نحو):

نقريهم لهذميّات) نقد بها ... ما كان خاط عليهم كل زراد

===

(قوله: جمع الحق إلخ) (١) هذا البيت لعبد الله بن المعتز بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بويع له بالخلافة بعد خلع المعتز بالله، ولقب بالمرتضى، وكان واحد عصره فى الكرم والفضل، وقد أدركته حرفة الأدب فاضطرب أمره ولم تكن خلافته إلا ثلاث ساعات من نهار، وهذا البيت من قصيدة له مدح بها أباه حين خلع المقتدر من الخلافة لفساده، وتولى هو أى: المعتز فقام بالخلافة كما ينبغى، وبعد البيت:

إن عفا ما فات لله حقّا ... أو سطا لم تخش منه جناحا

ألف الهيجاء طفلا وكهلا ... تحسب السّيف عليه وشاحا

(قوله: السماحا) هو بالفتح والكسر الجود والكرم كما فى القاموس.

(قوله: لا يتعلقان بالبخل والجود) أى: لأنهما من المعانى لا روح لهما، والقتل والإحياء إنما يتعلقان بالجسم ذى الروح فعدم صحة تسلط القتل على البخل والإحياء على الجود دليل على أن المراد بالقتل معنى يناسب البخل، وأن المراد بالإحياء معنى يناسب الجود، والمناسب للأول الإزالة أى: أزال البخل فشبه إزالة البخل بالإماتة بجامع اقتضاء كل منهما إعداما لما تعلق به بحيث لا يظهر ذلك المتعلق فى كل، واستعير اسم المشبه به للمشبه، واشتق من القتل قتل بمعنى أزال، والمناسب للثانى الإكثار أى: وأكثر السماحا، فشبه الإكثار بالإحياء بجامع ظهور المتعلق فى كل واستعير اسم المشبه به للمشبه، واشتق من الإحياء: أحيا بمعنى أكثر على طريق الاستعارة التصريحية التبعية

(قوله: ونحو نقريهم إلخ) هذا البيت للقطامى بالضم من قصيدة أولها (٢):

ما اعتاد حبّ سليمى حين معتاد ... ولا تقضّى بواقى دينها الطّادى


(١) البيت الأول فى الإيضاح ص ٢٦٩، والشعر لابن المعتز فى ديوانه ١/ ٤٦٨.
(٢) الشعر للقطامى ونسب بيت منه له فى الإيضاح ص ٢٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>