للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المباشر لذلك كله عبد الله أغا الترجمان المعروف ببكتاش أفندى، ثم إن بكتاش أفندى انحرف على إلياس الدرزى، فآل الأمر إلى منع الدرزى من العمل، ورتب له الباشا أربعة أكياس كل شهر لمصرفه، ومنع هو ومن معه من طلوع الضربخانة، ثم بعد أيام أمر بنفى الدرزى من مصر بعد أن تعلموا تلك الصنعة منه، وفى تلك المدة بلغ إيراد الضربخانة لخزينة الباشا فى كل شهر الفا وخمسائة كيس، وكان الذي يرد منها من المصريين كل شهر ثلاثين كيسا أو أقل، وفى زمن التزام المحروقى لها كان إيرادها خمسين ثم زادت ثلاثين وهكذا، حتى بلغت هذا المبلغ.

وفى هذه السنة أيضا وصل الريال الفرانسة فى مصارفته من الفضة العددية إلى مائتين وثمانين نصفا وزيادة خمسة أنصاف فنودى عليه بنقص عشرة أخرى فخسر الناس حصة من أموالهم، ثم إن القرش كان يضاف إليه من الفضة ربع درهم ووزن الريال تسعة دراهم فضة فيكون الريال الواحد بما يضاف إليه من النحاس على هذا الحساب ستة وثلاثين قرشا، يخرج ثمن الريال ستة قروش ونصف وكلفة الشغل فى الجملة قرش أو قرشان، يبقى بعد ذلك سبعة وعشرون قرشا ونصف وهو المكسب في الريال الواحد، لأن صاحب الريال كان إذا أراد صرفه أخذ بدله ستة قروش ونصفا، وفيها الفضة درهم ونصف وثمن، وهى بدل التسعة دراهم التى هى وزن الريال، ثم حجزوا على الفضة العددية فلم يصرفوا شيئا منها للصيارف ولا لغيرهم إلا بالفرط وهو أربعة قروش على كل ألف فيعطى الضربخانة تسعة وعشرين قرشا زلطا ويأخذ ألف نصف فضة عنها خمسة وعشرون قرشا. واستمر/غلاء أسعار الغلال الميرية فى كل وقت بسبب الإحداثات والمكوسات التى تترتب على كل شئ كالقمح والسمن والعسل والسكر والخضروات، وأبطلت جميع المذابح ما خلا مذبح الحسينية، فكان ينزل الجزار إلي بيت أو عطفة مستورة فتزدحم عليه الناس ويقع بينهم المضاربة، وغلا سعر اللحم الهزيل فضلا عن السمين، وبيعت الخضروات بأقصى القيمة بعد أن كانت تباع جزاافا، وكانت العشرة أعداد من الخس تباع بنصف واحد، فصارت الخسة الواحدة تباع بنصف.