طريق البحر من نحو المنوفية مائة نصف فضة وأقل وأكثر، ومن بولاق إلى مصر خمسة وعشرون نصفا، وحينئذ أشيع أن سر عسكر إبراهيم باشا جعل على فدان الرزق والأوقاف ثلاثة ريالات لا غير، وباقى فدادين الأطيان ثمانية ريالات، وعلى كل عود من عيدان القطوة فى زراعة النبارى سبعة ريالات، فرضى أصحاب الأطيان بذلك.
وفى هذه السنة وشى شمعون اليهودى على الحاج سالم الجوهرجى المباشر لإيراد الذهب والفضة لدار الضرب، المتفضل عنها عند ورود الرجل النصرانى الدرزي الشامي، بأنه كان فى أيام مباشرته للإيراد يضرب لنفسه نقودا خارجة عن حساب الميرى خاصة به، فأمر الباشا بتحقيق ذلك فأنكره الحاج سالم، فقال له اليهودى: كان يأتيك أيوب بيك ينزل بالخرج علي حماره كل يوم بحجة الأنصاف العددية التى يفرقها علي الصيارف، وأكثر ما فى الخرج خاص بك، فأنكر أيوب بيك أيضا، فقال اليهودى: هو شريكه ولو حققت المسألة لظهر عليه ستة آلاف كيس، فعند ذلك وضعوا السجن على الحاج سالم وأيوب بيك حتى أغرموها جانبا كبيرا وأخرجوهما من السجن بسعى السيد محمد المحروقى. وكان ذلك النصرانى الدرزى يسمى إلياس، حضر من جبل الدروز وتوصل إلى الباشا وادعى أنه يعمل آلات بأسهل مما يصنعه صناع الضربخانة ويوفر على الباشا كذا وكذا من الأموال التى تذهب فى الدواليب والكلف، فأفرد له بقعه بجانب الضربخانة، وأحضر له ما يطلبه من الحديد والصناع، ولما تمم الآلات ضرب قروشا ناقصة فى الوزن والعيار، وجعل نقشها على نسق القروش الرومية، وجعل وزن القرش درهمين وربعا، وفيه من الفضة الخالصة الربع بل أقل والثلاثة أرباع من النحاس. وكان المرتب فى الأموال من النحاس كل يوم قنطارين فضوعف إلى ستة قناطير حتى غلا النحاس والأوانى المتخذة منه، وبلغ سعر رطل النحاس المستعمل مائة وأربعين نصفا فضة بعد أن كان سعره أربعة عشر نصفا فضة، ورطل القراضة سبعة نصاف أو أقل، ثم زاد الطلب للضربخانة عشرة قناطير كل يوم وكان