للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر ابن العطار فى مختصره أن الركب يرحل من المويلحة إلى وادى الأشياف فى مرحلة، وجعلها خمس ساعات، ومنها إلى القسطل منزله، وعدّها الحادية عشرة من العقبة، ثم قال: وهى نصف مرحلة ولم يذكر طى الكبريت، وأما دار السلطان فمستجده بعده، كما استجد نزول الحاج بمنى بالقرب من بيت الشريف أمير مكة أيضا من زمن الأشرف قايتباى كما تقدم ذكره، وهى دار الركب الآن، فيغدّى بها ويرحل قبل الظهر بأربعين درجة، فيمر على وادى القسطل وحدرة على شقيف الجبل، وهو المشهور بشق العجوز، وله نظير فى درب الحاج من الشام، يمشون فوق وتحت بالوادى، وبأوله ذهابا طريق قليلة المسالك والزحام، لكنها يصعد إليها من الجبل الذى على يمنة السالك، ويستمر صاعدا إلى أن يهبط إلى جانب البحر الملح، وهى شاقة السلوك على المحارات والأحمال، ثم ينجرّون على جور كبار ومحجر، وفى بعض الأحيان مخايض البحر الملح، وبعض الأحيان توجد بعض المراكب إما مارة أو راسية على الشاطئ، واستمر إلى قبر الشيخ الصالح المعتقد مرزوق الكفافى أعاد الله علينا من بركاته، وهو بشاطئ البحر وعليه حظير من الخشب، تزوره المارة عليه، ويقرءون عند قبره سورة الفاتحة ويدعون بما أحبوا، وهناك موقف مبشر الدار لأخذ النذور، وبعض الحجاج من العامة يكسرون عند قبره أوانى الزجاج المملوءة بماء الورد الممسك، يحملون ذلك بصحبتهم من القاهرة لذلك، ويعتقدون التبرك بمثله، وهو من الإسراف الذى لا طائل تحته ولا ثواب فيه. فلو دفع ثمن ذلك لفقير ومنقطع فى ذلك الوادى، وقصد به الثواب والتبرك بزيارة الشيخ كان أولى.

وفى سنة تسع وخمسين، جدد الأمير فائق بن داود باشا وهو باشا الملاقاة الأزلمية على قبر الشيخ وصندوقه ستارة فسرقت، ثم