للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إلى اثنى عشر، ومن الدبش الأبيض خمسة وعشرين فرنكا، ثم إنه لم يعمل من هذا الطريق إلا نحو نصفه، وذلك قريب من الدار الحمراء التى بنى فيها المرحوم عباس باشا قصرا، وسماها الدار البيضاء والدار الخضراء، وكان يتردّد إليها ويقيم بذلك القصر، وكان هذا من دواعى زيادة أمن هذا الطريق.

وفى زمن المرحوم سعيد باشا أنشئت السكة الحديد من القاهرة إلى السويس، وجرى عليها الوابور فاتبعتها التجار والسياحون، وبطلت طريق الدار البيضاء، واستعمل بعض محطاتها محطات للسكة الحديد، وبهذه الوسايط ازداد ورود مراكب التجارة على ميناء السويس، وكثر التردّد عليه والسكنى هناك، ولكن إلى ذلك الوقت كانت المراكب تقف فى ماء بعيد العمق على بعد كبير من البر وتنقل بضائعها إلى البر فى فلوكات صغيرة فكان يلزم لذلك مصاريف جسيمة وضياع زمن كبير، فأمر المرحوم محمد سعيد باشا بتعيين كومسيون يتوجهون إلى السويس لامتحان ساحل البحر، ويتعين المحل اللائق لرسيان مراكب الحكومة ومراكب الكومبانيات، فاختاروا فجوة فى البحر تحت جبل عتاقة تسميها الأهالى جتاكا؛ لأنهم وجدوها موفية بالمقصود من الأمن على المراكب وسهولة نقل البضائع، وقدموا له كتابة بعمل مولص هناك طوله أربعمائة متر لشحن المراكب عليه وتفريغها، وقدروا مصرف ذلك نحو مائتى ألف جنيه، وذلك فى سنة ١٨٥٨ ميلادية.

ولما كان لابد فى مثل هذه المينا من وجود حوض لترميم المراكب وعمارتها عند الاقتضاء، وكان ذلك أمرا ضروريا، وبه يكثر ورود المتاجر على هذا الثغر-وقع التكلم فى سنة ١٨٦٠ فى عمل حوض عوّام من الحديد، وقدّر مصروفه مائة وواحد وأربعون ألف جنيه، وحصل الإيصاء بعمله فى بلاد أوروبا.

وفى سنة إحدى وستين حضر إلى مصر من بلاد فرانسا موسيو جريت مفتش كومبانيات المساجرى، وتذاكر مع المرحوم سعيد باشا فى شأن عمل