قلتُ: ويؤيد هذا - فيما يتعلق بحديث الربا هذا - أنّ العقيليّ لمّا نقل قول البخاريّ: ((عبد الله بن زياد ... - ثم ساق له حديث"الربا سبعون" ثم قال: - منكر الحديث)) قال العقيلي: ((وهذا الحديث حدثناه - ثم ساق الربا سبعون ..)) فبين أنّ الحديث الذي أراد البخاري إنكاره هو الذي ذكره في ترجمة عبد الله بن زياد، ولهذا نظائر تحتاج إلى تتبع ودارسة. (٢) انظر: ص ١٢٤، ١٤٨ من هذا البحث، والبغوي من الأئمة الذين ينبغي الاعتناء بكلامهم على الأحاديث فقد شهد له إمام العلل الدارقطني بحسن الكلام على الأحاديث فقال ((كان أبو القاسم بن منيع قلما يتكلم على الحديث فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج)) وقال: ((ثقةٌ، جبلٌ، إمامٌ من الأئمة ثبت، أقل المشايخ خطأ، وكان ابن صاعد أكثر حديثا من ابن منيع إلا إنّ كلام ابن منيع في الحديث أحسن من كلام ابن صاعد)) وتقدم هذا النقل ص ١٠٨، من هذا البحث. (٣) انظر: ص ٤٥، ٨٦، ١٢١، ١٢٥ من هذا البحث. قال ابن القطان: ((العقيلي إنما يترجم بأسماء الرجال، ويذكر في أبوابهم بعض ما ينكر عليهم من الأحاديث، أو كل ما رووا من ذلك، بحسب إقلالهم وإكثارهم، كما يفعل الساجيّ، وأبو أحمد وغيرهما)) بيان الوهم والأيهام (٢/ ١٩٨). ومما أنبه عليه هنا أنّ اسم كتاب العقيلي الصحيح هو" كتاب الضعفاء، ومن نُسبَ إلى الكذب ووضع الحديث، ومن غَلَبَ على حديثه الوهم، ومن يُتهم في بعض حديثهِ، ومجهول روى ما لا يتابع عليه، وصاحب بدعة يغلو فيها ويدعو إليها، وإن كانت حاله في الحديث مستقيمة مؤلف على حروف المعجم" وقد نص المحقق - وفقه الله - على هذا فقال: ((واسم الكتاب حسب تسمية المصنف ...)).ثم ذكره، ولا أدري لِمَ لَمْ يثبته على غلاف الكتاب!.