للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْمَرْءُ قَدْ يَرْجُو الرَّجاءَ ... وَالْمَوْتُ دُونَهُ (١)

والعاقل إذا طالع هذه الحقيقة لم يتأخر عن التوبة طرفة عين.

وروى ابن ماجه في كتاب الزهد من "سننه" بإسناد حسن، عن البراء رضي الله تعالى عنه قال: كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فجلس على شفير القبر يبكي حتى بلَّ الثرى، ثمَّ قال: "يَا إِخْوَانيْ! لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّوْا" (٢).

أي: لمثل هذا المصرع فأعدوا؛ أي: تأهَّبوا وخذوا له عُدَّة، وهي ما يُعدَّ للحوادث.

وروى الخطيب عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: وجدت جمجمة في الجاهلية مكتوب عليها: [من مجزوء الخفيف]

أُذْنَ حَيٍّ تَسَمَّعِي ... اسْمَعِي ثُمَّ عِي وَعِي

أَنا رَهِينٌ بِمَصْرَعِي ... فَاحْذَرِي مِثْلَ مَصْرَعِي (٣)

وروى العسكري في "المواعظ" عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: حدثني شيخ لنا قال: مررت بقبر فإذا على جانبه:

أُذْنَ حَيٍّ تَسَمَّعِي ... البيتين.


(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٥٥٠٥).
(٢) رواه ابن ماجه (٤١٩٥). وحسن المنذري إسناده في "الترغيب والترهيب، (٤/ ١٢٠).
(٣) رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٢/ ٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>