للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أمثالِهم: يا شاة! أين تذهبين؟

قالت: أُجَزُّ مع المجزوزين.

أجز - بالبناء لنائب الفاعل -: من جزَّ الشاة - بالجيم والزاي - فهي جزوزة كالحلوبة: إذا أخذ صوفها.

قال الزمخشري: يُضرب للأحمق يتكلم مع القوم، ويفعل فعلهم، وما يدري ما هم فيه (١).

وفي معناه قول الناس في بعض أمثالهم: قيل للأحمق: أين تغدو؟

قال: معهم.

قيل له: أين تروح؟

قال: معهم.

وهذا حال المقلد من غير استظهار معنى ما يُقلد؛ كما قال أولئك: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (٢٢)} [الزخرف: ٢٢].

وقولهم في المثل حكايةً عن الشاة: أُجزُّ مع المجزوزين، وحقه مع المجزوزات؛ فإنما عُدِلَ عنه لأن الشاة لمَّا نزلتْ منزلة العقلاء فخُوطِبَتْ، ناسَبَ أنْ يكون جوابها جواب العقلاء.

ومن المعلوم أنَّ الأمثال تقع موقعها الأول، فتدور في الألسنة كما هي، ولا تغير؛ هذا قانونها.


(١) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (٢/ ٤٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>