للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قِوامُ الرَّجُلِ عَقْلُهُ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَقْلَ لَهُ" (١).

وروى أبو نعيم عن عبد الله بن حبان قال: قيل لعطاء - يعني: ابن أبي رباح -: ما أفضل ما أُعطي العباد؟

قال: العقل بالله، وهو المعرفة بالدين (٢).

وقال القاضي أبو الحسن الماوردي في "أدبه": اختلف الناس فيمن صرف عقله إلى الشر هل يسمى عاقلاً؟

فقال بعضهم: أسميه عاقلاً بوجود العقل منه.

وقال بعضهم: لا أسميه عاقلًا حتى يكون خيِّراً ديناً لأن الخير والدين من لباب العقل، وأما الشرير فلا أسميه عاقلاً، وإنما أسميه صاحب رويِّة وفكر.

قال: وقد قيل: العاقل من عَقَل عن الله أمره ونهيه حتى قال أصحاب الشافعي فيمن أوصى بثلث ماله لأعقل الناس: إنه يكون مصروفاً إلى الزهاد لأنهم انقادوا للعقل، ولم يغتروا بالأمل.

قال: وروى لقمان بن عامر عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا عُوَيْمِرُ! اِزْدَدْ عَقْلاً تَزْدَدْ مِنْ رَبِّكَ قُرْبا، وَبِهِ عِزًّا".


(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٤٦٤٤) وقال: تفرد به حامد بن آدم، وكان متهماً بالكذب.
وكذا رواه ابن عدي في "الكامل " (٣/ ١٠٠) وقال: منكر.
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٣/ ٣١٥)، وعنده: "العقل عن الله".

<<  <  ج: ص:  >  >>