للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وفيه إشارة إلى أن العمل المعتدَّ به ما كان عن عقل عاقل ونُهية كاملة.

وقد توجد صورة العمل في عبد ولا يكون في العبد بذاك، وأكثر ما يكون رؤية النفس في العمل والمن به، والكبر والخيلاء، والبغي والطغيان في الأعمال الصورية التي لا روحانية لها.

ومثل هذه الأخلاق إنما تنشأ عن قلة العقل والجهل بمقدار النفس.

ومن ثم قال معاوية بن قُرة رحمه الله تعالى: إن القوم يحجون ويعتمرون، ويجاهدون، ويصلون، ويصومون، ولا يعقلون، ولا يعطون يوم القيامة إلا على قدر عقولهم (١).

وقال أبو زكريا رحمه الله تعالى: إن الرجل يتلذذ في الجنة بقدر عقله (٢). رواهما ابن أبي الدنيا، وابن الجوزي في "الأذكياء".

وروى أبو القاسم البغوي عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "جَدَّ الملائِكَةُ واجْتهدُوا في طاعَةِ اللهِ بِالعَقلِ، وَجَدَّ المؤْمِنُونَ مِنْ بَني آدَمَ عَلى قَدرِ عُقُولهِم؛ فَأَعْمَلُهُمْ بِطاعَتِهِ أَوْفَرُهُم عَقْلاً" (٣).


= قلت: وسيأتي أحاديث منها في هذا الجزء، وسأكتفي بالحكم فيها بالقول: وفيه داود بن المحبر.
(١) رواه ابن أبي الدنيا في "العقل وفضله" (ص: ٤٢)، وابن الجوزي في "الأذكياء" (ص: ١٠) واللفظ له.
(٢) رواه ابن الجوزي في "الأذكياء" (ص: ١٠).
(٣) ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (٨١٩) عن البراء بن عازب - رضي الله عنه -. =

<<  <  ج: ص:  >  >>