للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالشكر، ويحسن إليه ويظن أنه قد أساء إليه، فيطالبه بالوتر، فمساوئ الأحمق لا تنقضي، وعيوبه لا تتناهى، ولا يقف النظر منها إلى غاية إلا لوحت بما وراءها مما هو أدنى منها، وأردى مما مر وأدهى، وفي أكثر العبر لمن نظر، وأنفعها لمن اعتبر.

قال: وقال الأحنف بن قيس: من كلٍّ يُحفَظ الأحمق إلا من نفسه، انتهى (١).

وروى ابن الجوزي عن ابن عائشة قال: قال جعفر بن محمد رحمهما الله تعالى: الأدب عند الأحمق كالماء في أصول الحنظل؛ كلما ازداد رِيًّا زاد مرارة (٢).

وقلت: [من مجزوء الكامل]

فِعْلُ الْحَماقَةِ فِي الأَدَبْ ... فِعْلُ الْمَرارَةِ فِي الضَّربْ

وَالْعَقْلُ يُصْلِحُ مِنْ ذَويـ ... ـهِ فَسادَهَمُ وَيَقِي العَطَبْ

الفائِدَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ: روى ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن أبزى قال: قال داود عليه السلام: خطيئة الأحمق في نادي القوم كمثل الذي يتغنى عند رأس الميت (٣).


(١) انظر: "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: ١٦ - ١٧).
(٢) انظر: "أخبار الحمقى والمغفلين" لابن الجوزي (ص: ٢٣).
(٣) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>