للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصْلٌ

قد سبق أن الفتنة بالمُرد الحسان أشد من الفتنة بالنسوان.

وعن سفيان الثوري: إني أجد مع المرأة شيطانا، ومع الغلام الأمرد بضعة عشر شيطاناً (١).

ولم ينبه الله تعالى على ذلك في آية الشهوات؛ لأنه إنما ذكر منها ما يباح دون ما يحرم، وإذا كان الإنسان يفتتن بالزينة المباحة فيضل، ففتنته بالزينة المحرمة أشد ضلالة.

وقد روى الترمذي وحسنه، وابن ماجه، والحاكم وصححه، عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِيْ عَمَلُ قَوْمِ لُوْطٍ" (٢).

والذي لا يَشُك فيه عارف بأحوال الناس في هذه الأزمنة أنه ليس للهوى طريق على عقولهم أقوى فتنة ولا أبلغ أخذاً لقلوبهم من مخالطة


(١) تقدم تخريجه.
(٢) رواه الترمذي (١٤٥٧) وحسنه، وابن ماجه (٢٥٦٣)، والحاكم في "المستدرك" (٨٠٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>