للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال قتادة في قوله: {سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ}: لا تخافون جوعا ولا ظمأ، إنما تغدون فتقيلون في قرية، وتروحون فتبيتون في قرية أهل جنة ونهَر.

حتى لقد ذكر لنا أن المرأة كانت تضع سلتها على رأسها فتمتلئ قبل أن ترجع إلى أهلها، وكان الرجل يسافر لا يحمل معه زاداً، فبطروا النعمة، فقالوا: {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا}، فمُزقوا كل ممزَّق وجُعلوا أحاديث.

وما ذكرناه عن قتادة أخرجه ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم (١).

وقال ابن زيد: لم يكن يرى في قريتهم بعوضة قط، ولا ذباب، ولا برغوث، ولا عقرب، ولا حيَّة، وإن الركب ليأتون في ثيابهم القمل والدواب، فما هو إلا أن ينظروا إلى بيوتها فتموت تلك الدواب، وإن كان الإنسان ليدخل الجنتين فيمسك القُفة على رأسه، ويخرج حين يخرج وقد امتلأت تلك القفة من أنواع الفاكهة، ولم يتناول منها شيئاً بيده. رواه ابن أبي حاتم (٢).

وقوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ} [سبأ: ٢٠]، يحتمل


(١) رواه الطبري في "التفسير" (٢٢/ ٧٨ - ٨٠)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠/ ٣١٦٢ - ٣١٦٨).
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠/ ٣١٦٥)، وكذا الطبري في "التفسير" (٢٢/ ٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>