للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع صاحبيك، إني كنت كثيراً أسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ذهبْتُ أَنَا وَأَبُوْ بَكْرٍ وَعُمَرُ" (١).

وروى ابن الجوزي عن جعفر بن محمد رحمهما الله تعالى، عن أبيه قال: لما غسل عمر، وكفن، وحمل على سريره، وقف عليٌّ - رضي الله عنه - فقال: والله ما على الأرض رجل أحبُّ أن ألقى الله بصحيفته من هذا المُسَجَّى بالثوب (٢).

فانظر في تمني علي رضي الله تعالى عنه أن يلقى الله بعمل مثل عمل عمر رضي الله تعالى عنه وصحيفة مثل صحيفته؛ فإنه من أعظم الأدلة على استحباب موافقة الصالحين في أعمالهم وخلائقهم.

وروى أبو نعيم عن سعيد بن المسيِّب قال: مات ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يوم مات، وما في الأرض أحد أحب إليَّ أن ألقى الله بمثل عمله منه (٣).

وروى ابن الجوزي عن تميم بن خُرَيم قال: جالست أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر، وعمر رضي الله تعالى عنهما، ما رأيت أزهد في الدنيا، ولا أرغب في الآخرة، ولا أحب إلي أن كون في مسلاخه (٤) من


(١) رواه البخاري (٣٤٢٨)، ومسلم (٢٣٨٩).
(٢) رواه ابن الجوزي في "صفة الصفوة" (١/ ٢٩٢)، وكذا رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٣/ ٣٧٠).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٣٠٥).
(٤) أي في ثيابه التي يجددها استعارة كأنه تمنى أن يكون في مثل هديه =

<<  <  ج: ص:  >  >>