للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت والتفكر (١).

وروى أبو نعيم عن الحسن قال: إنَّ أهل العقل لم يزالوا يعودون بالذكر على الفكر، وبالفكر على الذكر حتى استيقظت قلوبهم فنطقت بالحكمة (٢).

وروى ابن أبي شيبة، والإمام أحمد في "الزهد"، والبيهقي عن سيار أبي الحكم قال: قيل للقمان: ما حكمتك؟ قال: لا أسأل عما قد كفيت، ولا أتكلف ما لا يعنيني (٣).

وروى إسحاق الختلي في "الديباج" عن محمَّد بن جُحادة قال: أُتيَ لقمان في فائدة قالها، فقيل له: هل لك في أن تكون خليفة؟ قال: إن تُجبرني فسمعًا وطاعة، وإن تُخبرني أَخْتار العافية، فقيل له: وما عليك أن تكون خليفة فتعمل بالحق؟ قال: وإن أعمل بالحق فبالحري أن أنجو، وإن أخطئ الحق أُخطِئْ طريق الجنة، وإنّه من يبع الآخرة بالدنيا يخسرهما جميعًا، وأن أعيش ذليلاً حقيراً أحبَّ إليَّ من أن أعيش قوياً عزيزاً، فشكَرَ الله مقالتَه فغطَّه في الحكمة غطَّةً فأصبح وهو أحكم الناس، وكان يعتاده داود عليه السلام لحكمته، وكان يقول: انظروا إلى رجلٍ أوتي الحكمة ووقيَ الفتنة.


(١) رواه القشيري في "رسالته" (ص: ١٥٨).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١٠/ ١٩).
(٣) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٢٩٥)، والإمام أحمد في "الزهد" (ص: ١٠٦)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (١٠٨٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>