للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعلو وجوههم من البياض مثل ما على وجهه، فيعرفهم الناس [ببياض] وجوههم (١).

وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (٣٤) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [الإسراء: ٣٤، ٣٥]، أي: ذلك المذكور من الإحسان إلى اليتيم، وكف الأذى عنه، والطمع عن ماله، والوفاء بالعهد، وفي الكيل والوزن خير وأحسن تأويلاً؛ أي: عاقبة.

ويحتمل أن تكون الإشارة بذلك إلى أعم من ذلك من التوحيد، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والبراءة من الوأد، والزنا، والقتل بغير حق، والإحسان إلى اليتيم، وما بعده؛ فإنها كلها من الخير.

وروى ابن المبارك، والبخاري في "تاريخه"، وابن ماجه عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِيْنَ بَيْتٌ فِيْهِ يَتيْمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِيْنَ بَيتٌ فِيْهِ يَتِيْمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ، أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيْمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا"، وأشار بالسبابة والوسطى (٢).

وروى أبو نعيم عن عمر - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خَيْرُ بُيُوْتيهُمْ بَيْتٌ


(١) ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٥٣٣٤).
(٢) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٢٣٠)، والبخاري في "الأدب المفرد" (١٣٧)، وابن ماجه (٣٦٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>