للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَمَّا الظّلْمُ الَّذِي لا يَتْرُكُهُ اللهُ، فَظُلْمُ العِبَادِ بَعْضَهُم بَعْضًا حَتَّى يَدِيْنَ لِبَعْضِهِم مِنْ بَعْضٍ" (١).

وروى الإمام أحمد، والحاكم وصححه، عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الدَّوَاوِيْنُ [عند الله عز وجل] (٢) ثَلاثة: فَدِيْوَانٌ لا يَغْفِرُ اللهُ مِنْهُ شَيئاً، وَدِيْوَانٌ لا يَعْبَأُ اللهُ بهِ شَيْئاً، وَدِيْوَانٌ لا يَتْرُكُ اللهُ مِنْهُ شَيْئاً؛ فَأَمَّا الدِّيْوَانُ الَّذِي لا يَغْفِرُ اللهُ مِنْهُ شَيْئاً، فَالإِشْرَاكُ بِاللهِ، [قال الله عز وجل {يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} [المائدة: ٧٢] (٣)] (٤).

وَأَمَّا الدِّيْوَانُ الَّذِي لا يَعْبأُ اللهُ بِهِ شَيْئاً، فَظُلْمُ العَبْدِ نَفْسَهُ فِيْمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ مِنْ صَوْمِ يَوْمٍ تَرَكَهُ، أَوْ صَلاةٍ تَرَكَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَغْفِرُ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ، وَيَتَجَاوَزُ.

وَأمَّا الدِّيْوَانُ الَّذِي لا يَتْرُكُ اللهُ مِنْهُ شَيْئًا، فَمَظَالِمُ العِبَادِ بَيْنَهُم؛ القِصَاصُ لا محَالَةَ" (٥).


(١) رواه الطيالسي في "المسند" (٢١٠٩)، والبزار في "المسند" (٦٤٩٣) واللفظ له. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٣٤٨): رواه البزار عن شيخه أحمد بن مالك القشيري، ولم أعرفه، وبقية رجاله قد وثقوا على ضعفهم.
(٢) زيادة من "مسند الإمام أحمد".
(٣) في "المستدرك" للحاكم (٨٧١٧): ذكر آية أخرى، وهي: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: ٤٨].
(٤) زيادة من "مسند الإمام أحمد".
(٥) رواه الأمام أحمد في "المسند" (٦/ ٢٤٠)، والحاكم في "المستدرك" =

<<  <  ج: ص:  >  >>