للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غِضَابا فاغضبوا على أنفسكم، دُعي القوم ودعيتم، فأسرَعوا وأبطأتم، فكيف لكم إذا دعوا يوم القيامة وتُركتم، أما والله لما سبقوكم إليه من الفضل مما لا ترون أشد عليكم فوتاً من بابكم هذا الذي تنافسون عليه، قال: ونفض ثوبه وانطلق.

قال الحسن: وصدق - والله - سهيل؛ لا يجعل الله عبداً أسرعَ إليه كعبدٍ أبطأ عنه (١).

وفي رواية: فكيف بكم إذا دعوا إلى أبواب الجنة وتركتم؟ والله لا أدع موقفاً وقفت مع المشركين إلا وقفت مع المسلمين مثله، ولا نفقة أنفقتها مع المشركين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أنفقت على المسلمين مثلها (٢).

ويناسب ما في هذا الأثر من سبق الموالي ذوي الأنساب بأعمالهم سبق الأرقاء الأحرار حتى قد يسبق العبد سيده؛ كما روى الطبراني في "الكبير"، و"الأوسط" عن ابن عباس - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عَبْدٌ أَطَاعَ اللهَ تَعَالى، وَأَطَاعَ مَوالِيَهُ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ قَبْلَ مَوَالِيَهُ بِسَبْعِيْنَ خَرِيْفًا، فَيقُولُ السَّيدُ: رَبِّ! هَذَا كَانَ عَبْدِي فِي الدُّنْيَا، قَالَ: جَازَيْتُهُ بِعَمَلِهِ، وَجَازَيتُكَ بِعَمَلِكَ" (٣).


(١) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ١١٣).
(٢) انظر: "الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٣/ ٢١٤).
(٣) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٢٨٠٤)، و"المعجم الصغير" (١١٧٩) =

<<  <  ج: ص:  >  >>