للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى عبد الله ابنه عن أسلم: أن عمر رأى أبا بكر - رضي الله عنه - وهو مدل لسانه، آخذه بيده، فقال: ما تصنع يا خليفة رسول الله؟ فقال: وهل أوردني الموارد إلا هذا؟ (١)

وفي رواية: إنَّ عمر دخل على أبي بكر - رضي الله عنه - وهو يَجْبِذ لسانه، فقال له عمر: مه! غفر الله لك، فقال أبو بكر: إنَّ هذا أوردني الموارد (٢).

قلت: حكي عن بعض الصالحين قال: رأيت أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - في المنام، فقلت له: يا خليفة رسول الله! رُويَ عنك أنَّك كنت تمسك لسانك، وتقول: هذا أوردني الموارد، فما أوردك؟ قال: قلت به: (لا إله إلا الله) فأوردني الجنة (٣).

وروى الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخجندي في "أربعينه" عن جعفر الصادق رحمه الله قال: كان أكثر كلام أبي بكر - رضي الله عنه -: لا إله إلا الله (٤).

وروى أبو عبد الرحمن السلمي، والديلمي عن علي - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر - رضي الله عنه -: "يَا أَبَا بَكْرٍ! إذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يُسَارِعُوْنَ فِي الدُّنْيَا فَعَلَيْكَ بِالآخِرَةِ، وَاذْكُرِ اللهَ عِنْدَ كُل حَجَرٍ وَمَدَرٍ يَذْكُرْكَ إِذَا ذَكَرْتَهُ،


(١) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ١١٢).
(٢) رواه الإمام مالك في "الموطأ" (٢/ ٩٨٨).
(٣) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (٤/ ٥٠٧).
(٤) انظر: "الرياض النضرة في مناقب العشرة" للمحب الطبري (٢/ ١٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>