للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي كتاب الله تعالى: {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: ٢٧١].

وقال ابن عباس - رضي الله عنه -: إنَّ الله جعل صدقة السر في التطوع تفضل علانيتها سبعين ضعفاً، وجعل صدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها بخمسة وعشرين ضعفاً.

قال: وكذلك جميع الفرائض والنوافل في الأشياء كلها. رواه ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم (١).

وقال قتادة: كل معنى من الصدقات مقبول إذا كانت النية صادقة، وصدقة السر أفضل. رواه ابن جرير (٢).

فالأعمال إنما تكون برًا بالصدق فيها؛ فإن كانت سراً كانت أبر.

ومن فوائد الحديث السابق أيضًا: أنَّ الأبرار من شأنهم إعراض الناس عنهم، واحتقارهم حتى لا يدعوهم إذا حضروا, ولا يعتنوا بهم، ولا يتفقدوهم إذا غابوا، وهو وصف غالب عليهم، وقد يكونون بخلاف ذلك.

وقد وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفقراء الذين يسبقون إلى الجنة بذلك، فقال عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:


(١) رواه الطبري في "التفسير" (٣/ ٩٢)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٢/ ٥٣٦)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٧٧) لابن المنذر.
(٢) رواه الطبري في "التفسير" (٣/ ٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>