للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التقلب في الشهوات والغفلات (١).

وقال في قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} [المطففين: ٢٢] في سورة المطففين: قال أبو سعيد الخرّاز رحمه الله: للأبرار علامات؛ أولها: أن يكون معصومًا عن المخالفات بعصمة الله تعالى، محفوظًا بطاعة الله تعالى، لا يؤذي أحدًا من المخلوقين، ويرحم الضعفاء لضعفهم، ويعرف نعم الله عليه في جميع الأحوال، ويرى نقصانه في جميع الأحوال (٢).

قلت: ومن أسماء الله تعالى: البَرُّ -بالفتح -؛ ومعناه: المحسن، والواسع الإحسان، الكثير البر، والصادق، والوَصول، والعَطوف، ويرجع معنى العطف إلى الرحمة، وغايتها إرادة الخير.

وسيأتي أن من أسماء الله تعالى ما يَحسُنُ من العبد التخلُّق بهِ، ومنها البَرُّ؛ فمن أحسنَ وأكثر من الإحسان، وصَدَقَ في الكلام، وعطف على الأنام، ورحم الضعفاء فهو من عمل الأبرار.

وفي الحديث المسلسل بالأولية عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الرَّاحِمُوْنَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ؛ ارْحَمُوْا مَنْ فِي الأَرْضِ، يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السَّمَاءِ".

وقد رواه الإِمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، والحاكم في "المستدرك" (٣).


(١) انظر: "حقائق التفسير" للسلمي (٢/ ٣٧٨).
(٢) انظر: "حقائق التفسير" للسلمي (٢/ ٣٨١).
(٣) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>