كما فسّر القرآنُ الكريم بعضُه بعضاً، فسرت السنة النبوية كثيراً من القرآن. وإذا رجعنا إلى كتاب الله - تبارك وتعالى -، وجدناه يشهد بذلك، فقد قال تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[النحل: ٤٤].
المطلع على تفسير الخضر حسين للقرآن الكريم، وخاصة في كتابه "أسرار التنزيل"، وبقية آثاره يجده يعتمد الحديث النبوي لـ:
- تفسير معنى لفظ في الآية، أو يعاضدها ويساندها فيما ترمي إليه.
- توضيح حكم في القرآن.
- اعتماد الخضر حسين الحديث لتأكيد وتأييد ما ورد في القرآن.
- الحديث يأتي بحكم جديد ليس في القرآن.
تميز منهجُ الخضر حسين في تناول الحديث النبوي الشريف بملامح متباينة، تمثلت في ذكر الحديث دون الإشارة إلى مصدره، أن يذكر الحديث مشيراً إلى المصدر، وإن كان لا يعنى بذكر درجته من الصحة والضعف، أو التعليق على رجال الحديث، أن يذكر درجة الحديث دون ذكر المصدر.
وبالرغم من عدم انتظام طريقته في تخريج الحديث النبوي الشريف بذكر مصادره التي استقى منها، إلا أنّي أرى أنه قد انتفع في تفسيره بقواعد المحدثين وأصولهم في الرواية. فقد امتلأ تفسيره بالأحاديث الصحيحة والحسنة، وابتعد ابتعاداً تاماً عن الأخذ بالأحاديث الموضوعة، وهذه ميّزة