للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"ماذا: ما الذي. والإرادة في أصل اللغة: نزوع النفس إلى الفعل. وإذا أُسندت إلى الله تعالى، دلَّت على صفة له تتعلق بالممكنات. فيترجح بهذا أحدُ وجهَي المقدور. وقد كان جائزَ الوقوع، وعدم الوقوع. وقوله: (مثلاً) واقعٌ موقع التمييز لاسم الإشارة. هذا كقولك لمن أجاب بجواب غير مقبول: "ماذا أردت بهذا الجواب؟ ". وكلامُ هؤلاء الكافرين هي لفظة استفهام عما أراد الله من الأمثال، ومعناه: استحقارٌ لهذه الأمثال، وإنكارٌ لأن يكون الله قد ضربها للناس" (١).

* كثافة المادة النحوية:

تكثفت المادةُ النحويةُ الواردةُ خلال إعراب الشيخ محمد الخضر حسين للآيات القرآنية، حتى أصبحتْ سِمةَ تميَّز بها منهجُه الذي اعتمد فيه على ثقافته اللغوية النحوية دون العودة إلى ذكر مصادره، منها -على سبيل المثال- تفسير لقوله تعالى: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: ٥٨].

" ... الحِطَّة: مِنْ حَطَّ بمعنى: وضع. وقد وردتْ هذه الكلمة وهي مفردة في معرض الحكاية بالقول: (وقولوا حطة)، والمعروف أن القول لا يُحكى به إلا الجُمل، ولا يُحكى به المفردات إلا أن يكون المفرد في معنى الجملة ...

ومن أقرب ما تفسر به الجملة: أن يكون (حطة) مصدراً مراداً منه طلبُ حِطَّةِ الذنوب. وقد يجيء المصدرُ المرادُ منه الطلب مرفوعاً؛ نحو:


(١) محمد الخضر حسين "أسرار التنزيل" (ص ٤٧)، (انظر -أيضاً-: أمثلة أخرى (ص ٢٠).