يتناقل أهالي الشقة القدامى قصة وصولهم من «التويم» في «منطقة سدير»، ويقولون ما ملخصُّه من روايات عِدَّة، بعضها يغاير بعضاً: أن أوائلهم جاءوا ـ وهم ثلاثة أشخاص ـ فوجدوا «الشُّقَّة» ماءً ل «عَنَزَة»، ووجدوهم قد ارتحلوا عنها، إلا أنهم يعلمون أنهم راجعون، ولم يكن فيها إلا عجوز، فاشتروا منها ذلك الماء، بشِقَّةٍ من بيت الشَّعَر، إذْ ليس معهم نقود، والبدوية العنَزية بحاجة إلى تلك الشقة من الشعر المنسوج، لتضيفها إلى بيتها الذي هو من الشعر، فأسموها «الشُّقَّة»، لهذا السبب، ونزلوا متجاورين، ومع أنها متسعة، ومياهها غزيرة، وآبارها قريبة النبط، وأكثرها ملئ بالآبار القديمة التي دثر بعضها، وبقي بعضها يحتاج إلى حفر أو إلى شئ من الطي، فإنهم اختلفوا فيما بينهم بناءً على بذور شقاق ونزاع حملوه معهم .. إلى آخر ما حواه الكتاب من أخبار الجزء الثالث (ص ١٢٥٢)، منها: السلاح الذي يحملون عند حضورهم الصلاة؛ خوفاً من بعضهم البعض، والسور العظيم الذي بنوه رغم سعتها وصعوبة وبناء سور يحميها.
وإنني إذْ أشكر الأستاذ الفاضل على جمع هذه المعلومات المتغايرة، لتجدر الإشارة إلى أن البلاد قد مرَّ عليها عواصف من الفتن والفوضى إلى أن