للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصار بدار الخليفة، ورجع ابن الناقد إلى داره سأل عن «السنبوسج» المحشوِّ بحبِّ القطن، فقالوا له: ما عرفنا بشيء من ذلك، وفلان الخادم جاء ومزجَ الجميع، وأخذه ومضَى، فلم يشكَّ أنه هالك وكادت تسقط قوَّته خوفاً وخجلاً، فقال: أما تخلَّف منه شيء قط؟ قالوا: قد اقتطع الجواري والخدم منه حدود مئة «سنبوسجة»، فقال: أحضروها فأُحضِرَتْ وفتحت بين يديه، فوجد السبعين «سنبوسجة» المحشوَّة بحبِّ القُطْن قد حصلت بأيدي الجواري والخدم في جملة ما أخذوه لأنفسهم، لم تشذَّ منهم واحدة إلى دار الخليفة). (١)

تنوع المأكولات من العادات السيئة صحياً

من العادات القبيحة في الأكل وفي الولائم: الإسراف والتبذير

ذكر عبدالله النديم (ت ١٣١٤ هـ) في مجلة «التنكيت والتبكيت» مقالاً جميلاً بعنوان «عادة قبيحة ألفناها» في بيان هذه العادات السئية، وقد مثَّل بالمأكولات المتعددة على السُّفرَة: السنبوسك. (٢)

النهم في أكل السمبوسة

قال ابن العمراني (ت ٥٨٠ هـ) - رحمه الله -: (حكى محمد بن عبد الملك الزيات في وصف المعتصم العباسي ... وكان في بكرة كل يوم إذا وقف يتعمَّم، يُلقِمُه خادمٌ ... «


(١) «الفخري في الآداب السلطانية» ـ تحقيق: مايو ـ (ص ٣١٦ ـ ٣١٧).
(٢) «مجلة التنكيت والتبكيت» العدد الأول ١٨٨١ م (ص ٩٢)، تقديم: د. عبد العظيم رمضان، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر ١٩٩٤ م.

<<  <   >  >>