علَّق أبو الحسن علي بن إبراهيم البلنسي القشتيلي (ت ٥٧١ هـ) - رحمه الله - بقوله:(السنبوسك: لحم مدقوق بالأبازير الرقاق). (١)
الكرم بالسمبوسة، وموقفٌ محرج
ذكر ابن الطقطقي (ت ٧٠٩ هـ) - رحمه الله - ... في وصف أبي جعفر المنصور المستنصر بالله ــ بويع له بالخلافة سنة (٦٢٣ هـ) ــ، وأنه كان شهماً جواداً يباري الريح كرماً وجوداً، وكانت هباته وعطاياه أشهر من أن يدل عليه، وأعظم من أن تُحصى، ولو قيل: إنَّه لم يكن في خلفاء بني العباس مثله لصدق القائل (ت ٦٤٠ هـ).
ذكر أنه استوزَر: نصير الدين أبي الأزهر أحمد بن محمد بن الناقد (ت ٦٤٢ هـ)، وذَكر نصير الدين موقف مُحرِج، قيل: بأنه قبل الوزارة عمل في بعض الأعياد ... «سنبوسجاً» كثيراً، وأحبَّ أنْ يُداعب بعض أصحابه، فأمر أن يحشى سبعون سنبوسجة بحبِّ قطن ونخالة وتجعل مفردة، وعمل «سنبوسجا كثيراً» كجاري العادة، وركب إلى دار الخليفة فطلب منه عمل شيء من «السنبوسج»، فذكر أنَّ عنده شيئاً مفروغاً منه، وأمر خادماً له بإحضار ما عنده من «السنبوسج»، فمضى الخادم عن غير معرفة بذلك المحشوِّ بحبِّ القُطن ومزج الجميع، ووضعه في الأطباق ليحمله إلى دار الخليفة، فجاء الجواري والخدم وقالوا: أعطونا حصَّتَنا من هذا، فأخذوا منه مئة «سنبوسجة»، وحمل الخادم الأطباق بما فيها إلى دار الخليفة، فلما حمل «السَّنبوسج»
(١) «القرط على الكامل» لأبي الحسن القشتيلي (ص ٥٣٨).