للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ ... }

[يوسف: ١١٠] فالنصر من عند الله لا يمكن أن يوضع له حد وزمن إطلاقاً، الأمور الشرعية ليست كالأمور المادية، نحن نسمع اليوم من بعض الدول الكبرى أنهم يضعون مثلا ميزانية خمس سنوات لمعالجة مرض ما أو مشكلة عارضة ما ثم بعد هذه السنوات يُغَيِّروا البرنامج، الأمور المادية يمكن تنظيمها إلى حد كبير إخضاعها لإرادة الحكام أما الأمور المعنوية هذه دقيقة ودقيقة جداً، ولذلك فمن الخطأ إيراد مثل هذا السؤال، متى يكون العدد؟ نحن لسنا مسؤولين عن العدد، نحن مسؤولين أن يستمر المسلمون في القيام بواجبهم وحينما يعلم الله عز وجل من هؤلاء أنهم يستحقون نصر الله يُيَسِّر لهم السبل التي لا تخطر في بالهم سلوكا لأن الله عز وجل ينصر من يشاء والله المستعان.

علي الحلبي: شيخنا قلتم في كلامكم قبل قليل إلى غزوة حنين والآيات المعروفة فيها التي تمثل بحق منهجا عظيما هل من الممكن أن نقول كقاعدة بأن النقص في التربية سبب للهزيمة بدليل هذه الآية؟

الشيخ: لا شك هذا فيه عبرة لأننا نعتقد أن الصحابة قد ربوا لكن من زاوية واحدة عجبوا فكان ذلك سببا لهزيمتهم، فأين المسلمون اليوم من قيامهم بكل ما يجب عليهم، لو درسنا ترجمة أفراد من أي جماعة التي تؤمر عليها أميرا أنا على مثل اليقين لوجدناهم ليسوا مسلمين لا أقول مؤمنين ليسوا مسلمين يعني ليسوا سالكين على الإسلام إلا ما شاء الله وقليل ما هم، مع ذلك هم هؤلاء الجماعة يريدون أن يقيموا دولة الإسلام ويريدون أن يجاهدوا الكفار والحكام الذين ظهر منهم الكفر الصراح ليس هذا أبدا بالمستطاع، أنا بهذه المناسبة أذكر وبعض إخواننا يذكرون هذا مني جيدا فأنا معجب بكلمة قالها رجل جاهلي لصاحبه يدل على انه كان مفكرا سليم التفكير وهي القصيدة المعروفة لامرئ القيس:

<<  <  ج: ص:  >  >>