لا يرى فيها إلا الفقيه والفقيهان فهما مقهوران ذليلان، وإن تكلما فأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر قمعا وقهرا واضطهدا فهما مقهوران ذليلان لا يجدان على ذلك أعوانا ولا أنصارا» رواه الطبراني.
ورواه الحارث بن أبي أسامة وفيه: ثم ذكر: «من إدبار هذا الدين أن تجفو القبيلة كلها من عند آخرها حتى لا يبقى فيها إلا الفقيه أو الفقيهان، فهما مقهوران مقموعان ذليلان، إن تكلما أو نطقا قمعا وقهرا واضطهدا، وقيل لهما: أتطعنان علينا؟! حتى يشرب الخمر في ناديهم ومجالسهم وأسواقهم، وتنحل الخمر غير اسمها حتى يلعنَ آخرُ هذه الأمة أوَّلَها، ألا حلَّت عليهم اللعنة ..» الحديث، وفي آخره:«فمن أدرك ذلك الزمان وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر فله أجر خمسين ممن صحبني وآمن بي وصدقني أبدا».
الحديث الثالث والعشرون: عن ابن عباس ﵄ يرفعه قال: «سيأتي زمان يذوب فيه قلب المؤمن كما يذوب الملح في الماء» قيل: مم ذلك يا رسول الله؟ قال:«مما يرى من المنكر لا يستطيع تغييره»(١).
الحديث الرابع والعشرون: عن أنس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر» رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب.
(١) لم يعزه الوالد ﵀، وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما ذكر ذلك صاحب كنز العمال (٣/ ٢٤٧)، وأخرجه ابن مردويه كما ذكره السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٤٧٤)، والديلمي في الفردوس (٥/ ٤٤٠).