للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النظر الثاني: في معرفة حدِّ قتال أهل البغي

الفرقة الباغية على الوجوه المتقدِّمة، إذا لم ترجع بوعظ ولا استصلاح إلى الإمام العادل، ولم يُرْجَ إقلاعهم، فإنَهم يقاتلون على ذلك، ما داموا على حالهم من الامتناع والخلاف، حتى يفيئوا إلى أمر الله.

واختلف أهل العلم في قتلهم إذا أدبروا منهزمين، أو أُخذوا مأسورين، أو أُثبتوا مثخنين، فقال الشافعي (١) : «لا يقتل منهم المُدْبِر ولا الأسير ولا الجريح


= عند التيمي في «الترغيب» (رقم ١٧١٠) ، وسمى ابن عمران: «معفس» ، وتصحف في المطبوع إلى «معفر» ؛ فليصحح.
قال ابن حجر في «فتح الباري» (١١/٣٣١ تحت رقم ٦٤٩٤) -بعد عزوه الأثر للحاكم-: «سنده حسن» ، ثم قال: «لكن المحفوظ أنه موقوف عن أبي ذرٍّ أو عن أبي الدرداء، وأخرجه ابن أبي عاصم» .
قلت: وأخرجه الديلمي في «الفردوس» (٤ رقم ٧٢٦٢) ، والدولابي في «الكنى» (٢/ ١٠٧) ، وأبو الشيخ، والعسكري -كما في «المقاصد الحسنة» (رقم ١٢٦١) -، وابن عساكر في «تاريخه» -كما في «فيض القدير» (٦/٣٧٣) -، والقضاعي في «الشهاب» (١٢٦٦) .
وللموقوف طريق آخر، انظره عند الخرائطي في «مكارم الأخلاق» (١/٤٦٨ رقم ٤٧٦، و٢/٧٤٠ رقم ٨١٠) ، وأخرجه ابن وهب في «جامعه» (١/٤٥٧ رقم ٣٤٢) بلاغاً إلى أبي ذر.
وورد عن جمع، ومن مرسل الحسن، كما عند ابن وهب في «الجامع» (٢/ ٦٠١-٦٠٢ رقم ٥٠٤) .
وانظر: «التمهيد» (١٧/٤٤٧) ، «تاريخ دمشق» (١٧/ق ١٠) ، «أنساب الأشراف» (١٣/٧٢) ، «الدرر المنتثرة» (٤٣٢) ، و «التمييز» (١٥٦٢) ، و «كشف الخفاء» (رقم ٢٨٩٣) ، و «السلسلة الضعيفة» (رقم ٢٤٢٢) ، و «أسنى المطالب» (رقم ١٦٥٦) .
وقد نظم الشاعر معنى هذه المقولة:

وحدة الإنسان خير ... من جليس السوء عنده
وجليس الخير خير ... من قعود المرء وحده

قال السَّهرَوَردي في «عوارف المعارف» (٤٣٠) : «وقد نبه القائل نظماً على حقيقةٍ جامعة لمعاني الصحبة والخلوة، وفائدتهما وما يحذر فيهما بقوله ... » وذكرهما.
وقد ورد نحوه بإسناد ضعيف، عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-. انظره في «العزلة والانفراد» (رقم ١٦٢- بتحقيقي) .
(١) في «الأم» (٤/٢٣١- ط. دار الفكر) ، ونقله عنه ابن المنذر في «الإشراف» (٢/٣٨٩) ، =

<<  <   >  >>