(٢) وعلى رأسهم علي -رضي الله عنه-. أخرج أبو عبيد في كتاب «الأموال» (ص ٢٢٨-٢٢٩ رقم ٤٧٦) -واللفظ له-، وابن زنجويه في «الأموال» (رقم ٦٩٢) ، والدارقطني في «السنن» (٣/١٣١) ، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٨/١٨٤) : حدثنا سليمان التيمي، عن أبي مجلز: أن عليّاً نهى أصحابه أن يبسطوا على الخوارج حتى يحدثوا حدثاً. قال: فأخذوا عبد الله بن خباب فانطلقوا به، فمروا على تمرة ساقطة من نخلة فأخذها بعضهم، فألقاها في فيه، فقال له بعضهم: تمرة معاهد، فبم استحللتها؟ فألقاها من فيه، ثم مروا بخنزير، فنفحه أحدهم بسيفه، فقال له بعضهم: خنزير معاهد، فبم استحللته؟ فقال لهم عبد الله بن خباب: ألا أدلكم على ما هو أعظم حرمة من هذا؟ قالوا: بلى. قال: فقتلوه. فبلغ ذلك عليّاً، فأرسل إليهم: أن أقيدونا بعبد الله بن خباب. فقالوا: كيف نقيدك بعبد الله، وكلنا قتله؟ فقال علي: أَوَكُلُّكُم قتله؟ قالوا: نعم. قال: الله أكبر. ثم أمر أن يبسطوا عليهم. وإسناده صحيح. قال أبو عبيد: أفلا ترى أن علياً -عليه السلام- لم يستجز قتال عوامهم بما أحدثت الخاصة، حتى انتحلوه جميعاً، وتواطؤوا عليه؟ فكذلك أمر النكث، وكذلك لو أن بلاداً افتتحت فكان بعضها عنوة؛ وبعضها صلحاً، لا يُعرف هذا من هذا؛ أُمْضِي كله على الصلح، مخافة التقدم على الشبهة. (٣) نقله عنه أبو عبيد في «الأموال» (ص ٢٢٤ رقم ٤٧٠) . (٤) انظر قصة غزوة فتح مكة وسببها بالتفصيل في: «طبقات ابن سعد» (٢/١٣٤) ، «سيرة ابن هشام» (٤/٣) ، «مغازي الواقدي» (٢/٧٨٠) ، «أنساب الأشراف» (١/١٧٠) ، «شرح النووي على صحيح مسلم» (١٢/١٢٦) ، «تاريخ الطبري» (٣/ ٤٢) ، «عيون الأثر» (٢/٢١٢) ، «البداية والنهاية» (٤/٢٧٨) ، «نهاية الأرب» (١٧/٢٨٧) ، «شرح المواهب اللدنية» للزرقاني (٢/٢٨٨) ، «السيرة الحلبية» (٣/٨١) ، «السيرة الشامية» (٥/٣٠٤) ، «سبل الهدى والرشاد» (٥/٢٠٠) .