للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

اعلموا - أيها الناس - أنما الحياة الدنيا لعب ولهو , تلعب بها الأبدان وتلهو بها القلوب , وزينة تتزينون بها , وتفاخر بينكم بمتاعها , وتكاثر بالعدد في الأموال والأولاد , مثلها كمثل مطر أعجب الزُّرَّاع نباته , ثم يهيج هذا النبات فييبس , فتراه مصفرًا بعد خضرته , ثم يكون فُتاتًا يابسًا متهشمًا , وفي الآخرة عذاب شديد للكفار ومغفرة من الله ورضوان لأهل الإيمان. وما الحياة الدنيا لمن عمل لها ناسيًا آخرته إلا متاع الغرور.

وقال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}

آل عمران ١٤

حُسِّن للناس حبُّ الشهوات من النساء والبنين , والأموال الكثيرة من الذهب والفضة , والخيل الحسان , والأنعام من الإبل والبقر والغنم , والأرض المتَّخَذة للغراس والزراعة. ذلك زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية. والله عنده حسن المرجع والثواب , وهو الجنَّة.

وقال تعالى: في سورة الأنفال

{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}

الآية ٣٩

وقاتلوا - أيها المؤمنون - المشركين حتى لا يكون شِرْكٌ وصدٌّ عن سبيل الله; ولا يُعْبَدَ إلا الله وحده لا شريك له , فيرتفع البلاء عن عباد الله في الأرض , وحتى يكون الدين والطاعة والعبادة كلها لله خالصة دون غيره , فإن انزجروا عن فتنة المؤمنين وعن الشّرك بالله وصاروا إلى الدين الحق معكم , فإن الله لا يخفى عليه ما يعملون مِن ترك الكفر والدخول في الإسلام.

(١٨) فِتْنَةٌ = شِرْكٌ

المعنى ١٨ مشترك مع المعنى رقم ٣ في سورة البقرة رجاءا

<<  <   >  >>