وكان من أول المهاجرين إلى المدينة المنورة، وشهد بدرا وأحدا وأصيب فيها بجرح، فاندمل جرحه فيما ظهر، فبعثه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فى المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من الهجرة سرية إلى بنى أسد بقَطن فغاب بضع عشرة ليلة ثم قدم المدينة فانتقض عليه جرحه. ومات لثلاث ليال مضين من جمادى الآخرة رضى اللَّه عنه وقد أغمضه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عند موته ودعا له وقال:"اللهم افسح له فى قبره وأضئ له فيه وعَظِّم نوره، واغفر ذنبه، اللهم ارفع درجته فى المهديين واخلفه فى تركته فى الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين" وقد توفى رضى اللَّه عنه عن زوجه أم سلمة رضى اللَّه عنها وكان له من الولد: سلمة وعمر وزينب ودرة وأمهم أم سلمة رضى اللَّه عنهم.
يشب الوجه: أى يلونه ويُحَسِّنُه.
فلا تجعليه إلا بالليل: أى فلا تضعى الصبر على عينيك إلا بالليل. والصبر دواء شديد المرارة كالحنظل وهو كثير الفائدة.