وقال أبو عمرو: جثّ مني فَرَقا، أي امتلأ منّي رعبا.
قال أبو حاتم: الجثيث ما تساقط في أصول شجرة العنب من الحبّ.
وقال أبو بكر: المجثّة بكسر الميم والمجثات حديدة يقلع بها الغسيل، والغسيلة جثيثة وأنشد قول الراجز:
أقسمت لا يذهب عني بعلها ... أو يستوي جثيثها وجعلها
والجعل ما نالته اليد.
قال: والجثّ ما ارتفع من الأرض حتى يكون له شخص مثل الأكمية الصغيرة ونحوها، وأنشد:
فأوفى على جُثّ ولليل طرّة ... على الأفق لم يهتك جوانبها الفجر
قال: وأحسب جثة الرجل من هذا اشتقاقها. وقال قوم من أهل اللغة: لا يسمّى جثة إلا أن يكون قاعدا أو نائما فأمّا القائم فلا يقال جثّته، إنما يقال قمّته.
وزعموا أن أبا الخطاب الأخفش كان يقول: لا أقول جثّة الرجل إلا لشخصه على سرج أو رحل. ويكون معتما. ولم يسمع من غيره.
وقال الخليل: الجثّ قطعك الشيء من أصله. والاجتثاث أوحى منه. تقول جثثته واجتثثته فانجثّ واجتثّ. والشجرة المُجْتَثَّة التي لا أصل لها في الأرض. والمجتث من العروض، مستفعلن فاعلات مرتين، لا يجيء من هذا النحو أنقص منه ولا أطول إلّا بالزحاف: والجثجاث من نبات الربيع إذا أحسّ بالصيف يبس. وقال رؤبة: