يعتبر الصيدلاني من أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي (١)، وقد يختلف أئمة الشافعية في تخريج قول الإمام اختلافًا بينًا، والإمام الصيدلاني هو أحد هؤلاء، فيوافق المذهب تارة، ويخالفه تارة، وربما تفرد برأي لا يُعلم من قال به من الأئمة وهو نادر، ولعل من أسباب ذلك دقة المسائل التي تفرد بها، ولا يَبعد أن يكون هو أول من أبرزها وخرَّجها في كتب الشافعية، وسيتضح هذا من خلال الدراسة، ويعتمد في اختياره على الدليل، وفي كثير من الأحيان على القياس والعلل، فيمعن النظر ويحكم العلة، ويظهر من البحث أن في فقهه غورًا، وفي أخذه للمسائل عقلية مستقلة، والله أعلم.
وسيأتي في خاتمة البحث -إن شاء الله- بعض الأمثلة في مخالفته للمذهب والجمهور، وهي قليلة بالنسبة للموافقات.