للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المثال الثالث: لفظ الوجود بالنسبة إلى الجوهر والعرض، فإن لفظ (١) الوجود موضوع للقدر المشترك بين الوجودين، وجود الجوهر ووجود العرض.

فمعنى الجوهر عند أرباب علم (٢) الكلام: هو المتحيز الذي لا يقبل القسمة.

ومعنى العرض عندهم: هو المعنى القائم بالجوهر.

فكل واحد من الجوهر والعرض موجود، ولكن وجود الجوهر مستغن عن محل يقوم به، وأما العرض فلا يستغني عن محل يقوم به؛ لأن العرض لا يقوم بنفسه، فإنه يفتقر إلى محل يكون فيه كسائر المعاني التي لا تقوم بنفسها؛ كالعلم والجهل والشجاعة والجبن والسخاء والبخل، وغير ذلك (٣).

و (٤) قوله: (أو بالاستغناء والافتقار) أي: ويكون الاختلاف والتفاوت بين المحال بسبب استغناء أحد المحلين وافتقار الآخر، كالوجود بالنسبة إلى الجوهر والعرض، فالاستغناء (٥) بمنزلة النور في الشمس، والافتقار بمنزلة القلة في السراج (٦).


(١) "لفظ" ساقطة من ط.
(٢) "علم" ساقطة من ز.
(٣) انظر: معيار العلم للغزالي ص ٨٢ وص ٣١٤.
(٤) "الواو" ساقطة من ز وط.
(٥) في ط: "فاستغناء".
(٦) انظر أسباب التشكيك الثلاثة وأمثلتها في: شرح التنقيح للقرافي ص ٣٠، ويلاحظ أن المؤلف هنا كرر الأمثلة.