للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وقال (١): وهذا حديث منكر. انتهى. وقال النسائي (٢): غير محفوظ.

وقال الترمذي (٣): حسن غريب. انتهى.

وقدح أبي داود فيه؛ لأنه رواه عن همام، عن ابن جريج، عن الزهري، عن أنس، وقال (٤): إن الوهم فيه من همام، ولم يروه إلاّ همام. انتهى.

قلت: بل أخرجه البيهقي (٥) من طريق يحيى بن المتوكل البصري عن ابن جريج، عن الزهري، عن أنس، "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبس خاتماً نقشه محمَّد رسول الله، فكان إذا دخل الخلاء وضعه". انتهى.

قال الحافظ ابن حجر (٦): قد نوزع أبو داود في حكمه على هذا الحديث بالنكارة، مع أن رجاله رجال الصحيح، والجواب: أنه حكم بذلك؛ لأن هماماً تفرد به عن ابن جريج، وهما وإن كانا من رجال الصحيح، فإن الشيخين لم يخرجا من رواية همام عن ابن جريج شيئاً؛ لأنه أخذ عنه لمّا كان بالبصرة، والذين سمعوا من ابن جريج في البصرة في حديثهم خلل من قبله، والخلل في هذا الحديث من ابن جريج فإنه دلّسه على الزهري بإسقاط الواسطة, وهو زياد بن سعد، ووهم همام (٧) في لفظه على ما أخرجه أبو داود [٢٥٤ ب] وغيره، فهذا وجه حكمه عليه بكونه منكراً.


(١) في "السنن" (١/ ٢٥).
(٢) في "السنن" (٨/ ١٧٨).
(٣) في "السنن" (٤/ ٢٢٩).
(٤) أبو داود في "السنن" (١/ ٢٥).
(٥) في "السنن الكبرى" (١/ ٩٤، ٩٥)، وقال: هذا شاهد ضعيف.
(٦) في "التخليص" (١/ ١٩٠).
(٧) قال ابن القيم في "تهذيب السنن" (١/ ٣١ - المختصر) بعد أن أورد جميع الروايات: "هذه الروايات كلها تدل على غلط همام، فإنها مجمعة على أن الحديث إنما هو في اتخاذ الخاتم ولبسه، وليس في شيء منها نزعه إذا دخل =

<<  <  ج: ص:  >  >>