للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهبط، وإلى أن مات دفعاً لمن يتوهم أنه كان في الجنة على صورة أخرى.

وقيل: والمراد من الصورة: الصفة (١) من العلم والحياة والسمع والبصر، وإن كانت صفاته لا يشبهها شيء.

وقيل (٢): الضمير للعبد المحذوف من السياق، وأنّ سبب الحديث: أنّ رجلاً ضرب عبده فنهاه عن ذلك، وقال: إنّ الله خلق آدم على صورته.


(١) قال الحافظ في "الفتح" (١١/ ٥): والمراد بالصورة الصفة, والمعنى أن الله خلقه على صفته من العلم والحياة والسمع والبصر وغير ذلك، وإن كانت صفات الله تعالى لا يشبهها شيء.
(٢) ونضع بين يديك خلاصة الكلام على حديث: "إنّ الله خلق آدم على صورته" فعليه تأويلات كثيرة منها: أن الضمير في قوله: (صورته) راجع إلى آدم، وبناءً على هذا التأويل أرادوا به تحقيق أهدافٍ منها:
قيل: المرادُ الردُّ على الدهرية, أنه لم يكن إنسان إلا من نطفة, ولا تكون نطفة إنسان إلا من إنسان ولا أول لذلك. فبيّن أنه خلق من أول الأمر على هذه الصورة.
- وقيل: المراد الردُّ على الطبائعيين الزاعمين أن الإنسان قد يكون من فعل الطبع وتأثيره.
- وقيل: للرد على القدرية الزاعمين أن الإنسان يخلق نفسه.
- وقيل: إن لهذا الحديث سبباً حذف من هذه الرواية, وأن أوله قصة الذي ضرب عبده فنهاه - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، وقال له - الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (٢٥٥٩) - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قاتل أحدُكم فليجتنب الوجه".
وقد ذكر الحافظ أن مسلم ذكره في "صحيحه" - رقم (١١٥/ ٢٦١٢) - وزاد: فإن الله خلق آدم على صورته".
وقال الحافظ في "الفتح" (٥/ ١٨٣): واختلف في الضمير على من يعود؟
- فالأكثر على أنّه يعود على المضروب, لما تقدم من الأمر بإكرام وجهه ولولا أن المراد التعليل بذلك لم يكن لهذه الجملة ارتباط بما قبلها، وقد أنكر المازري ومن تبعه صحة هذه الزيادة، ثم قال: وعلى تقدير صحتها، فيحمل على ما يليق بالباري سبحانه وتعالى.
- قلت - الحافظ في "الفتح" (٥/ ١٨٣): الزيادة أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" - رقم (٥١٧). - والطبراني - في "الكبير" (١٣/ ٤٣٠) - من حديث ابن عمر بإسناد رجاله ثقات, وأخرجها ابن أبي عاصم - =

<<  <  ج: ص:  >  >>