للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه قطرة من الابتداع زيادة ونقصان، وقس عليها غيرها مما يزيدك إيضاحاً وبياناً لتغيير العباد لأنواع من العبادات بالابتداع، وفيه ما سمعته من الزجر الذي ملأ الأسماع، فلهذا قال - صلى الله عليه وسلم -[٥٥ أ/ ج] هنا: "أن كل بدعة ضلالة"، {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦٣)} (١).

قوله: "أخرجه أبو داود والترمذي":

أقول: لفظ الجامع (٢) بعد سياقه للفظ المصنف هنا: أخرجه أبو داود وأخرجه الترمذي.

ولم يذكر الصلاة، وفي آخره تقديم وتأخير.

قلت: وقال: حسن صحيح، ولكنه قال أبو محمَّد بن حزم: إنه حديث لا يصح؛ لأنه مروي عن مولى لربعي مجهول، وعن المفضل الضبي وليس بحجة، انتهى.

قلت: تتبعت رجال الترمذي فلم يكن فيها من ذكره نعم فيهما بقية بن الوليد، وفيه لأئمة الحديث مقال، وتتبعت رجال أبي داود فلم أجد فيهم مولى ربعي ولا المفضل الضبي كما قاله أبو محمَّد بن حزم، فلا يعتبر ما قاله (٣).


(١) سورة النور الآية: (٦٤).
(٢) في "جامع الأصول" (١/ ٢٧٩).
(٣) وهو كما قال محمَّد بن إسماعيل الأمير: فقد نظرت في تجريد أسماء الرواة الذين تكلم فيهم ابن حزم جرحاً وتعديلاً مقارنة مع أقوال أئمة الجرح والتعديل.
وكتاب الجرح والتعديل عند ابن حزم الظاهري أحكام ابن حزم على أكثر من (١٣٠٠) راوٍ، وفهارس المحلى لابن حزم فهرس الرواة الذين تكلم فيهم ابن حزم بجرح أو تعديل (١/ ٢٣٥ - ٤٠٢) والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>