للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقول بخلافة يزيد من أبعد البعيد (١) بعد قتله الحسين وقتله خيار أصحاب رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وخيار التابعين -[يعني] (٢) يوم الحرة - واستباحة حرم رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، وإدخاله (٣) الخيل والدواب تبول فيه، مع إدمانه السكر والفجور وإعلانه بذلك، وطلب البيعة من الناس على أنهم عبيد له مع أنه مختلف في صحبته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. انتهى كلامه.

وقوله (٤): "في صحبته" أي: صحبة (٥) النعمان وذلك؛ لأنه كان صغيراً في عهده - صلى الله عليه وسلم -.


(١) لفضل الصحابة وعدالتهم، ووجوب محبتهم يقتضي منا تجنب كل ما ينافي ذلك في حقهم، ولهذا نص أئمة أهل السنة والجماعة على وجوب ذكر الصحابة بمحاسنهم، والكفِّ عن مساويهم، والسكوت عما شجر بينهم، وأن الجميع مجتهد، فمصيبهم له أجران، ومخطئهم له أجر واحد، وخطؤه مغفور.
"أصول السنة" لابن أبي زمنين (ص ٢٦٣).
(٢) زيادة من (ب).
(٣) كلام لا دليل عليه، فهو من نفحات الروافض والمعتزلة والخوارج قال القرطبي في "المفهم": "وأما الحروب الواقعة بينهم فإن وقع من بعضهم بغض، فذلك من غير هذه الجهة, بل للأمر الطارئ الذي اقتضى المخالفة، ولذلك لم يحكم بعضهم على بعض بالنفاق، وإنما كان حالهم في ذلك حال المجتهدين في الأحكام، للمصيب أجران, وللمخطئ أجر واحد، والله أعلم.
"فتح الباري" (١/ ٦٣). "العقيدة الواسطية" (ص ٢٢٦ - ٢٢٧ - الهراس).
(٤) أي ابن الوزير.
(٥) بل قال ابن الوزير في "الروض الباسم" (١/ ٢٧٣):
" ... وقتل النعمان بن بشير أول مولود في الإسلام في الأنصار صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".
• وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" (٥/ ٣١٠) وقال ابن الزبير: النعمان أكبر مني بستة أشهر، وهو أول مولود للأنصار بعد الهجرة، في قول له، ولأبويه صحبة.
ثم قال: قال أبو عمر: لا يصحح بعض أهل الحديث سماعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عندي صحيح؛ لأن الشعبي يقول عنه: "سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "، وقال ابن حجر في "الإصابة" (٦/ ٣٤٦ رقم ٨٧٤٩) النعمان =

<<  <  ج: ص:  >  >>