للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَدَقَةٌ". قَالُوا نَعَمْ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى العَبَّاسِ وَعِليٍّ - رضي الله عنهما - فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا بِالله الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ: أَتَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لاَ نُورَثُ مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ؟ ". قَالاَ نَعَمْ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ الله تَعَالَى كَانَ خَصَّ رَسُولَهُ - صلى الله عليه وسلم - بِخَاصَّةٍ لَمْ يَخُصَّ بِهَا أَحَدًا غَيْرَهُ فَقَالَ: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ}، فَقَسَمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -بَيْنَكُمْ أَمْوَالَ بَنِي النَّضِيرِ، فَوَالله مَا اسْتَأْثَرَ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَخَذَهَا دُونَكُمْ حَتَّى بَقِىَ هَذَا المَالُ، فَكَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَأْخُذُ مِنْهُ نَفَقَةَ سَنَةٍ ثُمَّ يَجْعَلُ مَا بَقِيَ أُسْوَةَ المَالِ (١). [صحيح]

قوله: "وعن مالك بن أوس بن الحدثان" بفتح الحاء المهملة فدال مهملة مفتوحة فثاء مثلثة، في "التقريب" (٢) مالك بن أوس بن الحدثان النصري بالنون أبو سعيد المدني له رؤية وروى عن عمر. انتهى.

فهو صحابي على هذا، فأما أوس (٣) فصحابي اتفاقاً، وأمّا مالك فقد ذكر في الصحابة، وقال أبو حاتم (٤): لا تصح له صحبة وليس له في البخاري سوى هذا الحديث، وآخر في البيوع، قاله في "فتح الباري" (٥).

قوله: "مفضياً إلى رماله" رمال (٦) السرير بكسر الراء وقد تضم وهي الخيوط [٧١ ب] التي تظفر على وجهه مشبكة، وأفضى إليه: ألقى بنفسه عليها لا حاجز بينهما.


(١) أخرجه البخاري رقم (٣٠٩٤) ومسلم رقم (٤٩/ ١٧٥٧) وأبو داود رقم (٢٩٦٣) والترمذي رقم (١٦١٠) والنسائي رقم (٤١٤١) مختصراً.
(٢) رقم (٨٦٠).
(٣) انظر: "الاستيعاب" رقم (٥٨ - الأعلام).
(٤) في "الجرح والتعديل" (٨/ ٢٠٣ رقم ٨٩٦).
(٥) (٦/ ٢٠٤).
(٦) قال ابن الأثير في "النهاية" (١/ ٦٩٢) أنه كان السرير قد نسج وجهه بالسعف ولم يكن على السرير وطاء سوى الحصير.
انظر: "فتح الباري" (٦/ ٢٠٥)، "الفائق" للزمخشري (٢/ ٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>