الدليل من السنة: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "لقد عجب الله عَزَّ وَجَلَّ - أو ضحك - من فلان وفلانة" رواه البخاري (٤٨٨٩)، ومسلم (٢٠٥٤) بلفظ: "قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة". حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل". رواه البخاري. (٣٠١٠). روى الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٤٣٠) ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" (٢/ ٢٢٥)؛ بسند صحيح، عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة؛ قال: "قرأ عبد الله - يعني: ابن مسعود - رضي الله عنه -: (بل عجبتُ ويسخرون)؛ قال شريح: إن الله لا يعجب من شيء، إنما يعجب من لا يعلم، قال الأعمش: فذكرت لإبراهيم، فقال: إن شريحاً كان يعجبه رأيه، إن عبد الله كان أعلم من شريح، وكان عبد الله يقرأها: (بل عجبتُ)، قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. قال أبو يعلى الفراء في "إبطال التأويلات" (ص ٢٤٥) بعد أن ذكر ثلاثة أحاديث في إثبات صفة العجب: "اعلم أن الكلام في هذا الحديث - يعني: الثالث - كالكلام في الذي قبله، وأنه لا يمتنع إطلاق ذلك عليه وحمله على ظاهره؛ إذ ليس في ذلك ما يحيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه؛ لأنا لا نثبت عجباً هو تعظيم لأمر دهمه استعظمه لم يكن عمالاً به؛ لأنه مما لا يليق بصفاته بل نثبت ذلك صفة كما أثبتنا غيرها من صفاته". وقال قوام السنة الأصبهاني في "الحجة" (٢/ ٤٥٧): "وقال قوم: لا يوصف الله بأنه يعجب؛ لأن العجب ممن يعلم ما لم يكن يعلم، واحتج مثبت هذه الصفة بالحديث، وبقراءة أهل الكوفة: (بل عجبتُ ويسخرون) على أنه إخبار من الله عَزَّ وَجَلَّ عن نفسه). وقال ابن أبي عاصم في "السنة" (١/ ٢٤٩): "باب: في تعجب ربنا من بعض ما يصنع عباده مما يتقرب به إليه" ثم سرد جملة من الأحاديث التي تثبت هذه الصفة لله عَزَّ وَجَلَّ. انظر: "مجموع الفتاوى" لشيخ الإِسلام ابن تيمية (٤/ ١٨١، ٦/ ١٢٣ و١٢٤).