للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٦ - حدَّثنا محمدُ بنُ هشامٍ المُستملِي، ثنا عليُّ بنُ المدينيِّ، ثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن مُجالدٍ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَثَلُ الْمُدَاهِنِ فِي الْحُدُودِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا وَالقَائِمِ عَلَيْهَا، كَمَثَلِ ثَلاثَةِ نَفَرٍ رَكِبُوا فِي سَفِينَةٍ، فَاسْتَهَمُوا مَنَازِلَهُمْ، فَوَقَعَ ⦗٥٣⦘ لأَحَدِهِمْ أَسْفَلُهَا وَأَوْعَرُهَا وَأَخْبَثُهَا، وَكَانَ لِلآخَرِ أَوْسَطُهَا، وَكَانَ للآخَرِ أَعْلَاهَا؛ فَكَانَ مُخْتَلَفُهُ وَمُهَرَاقُ مَائِهِ عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يَنْذَرُوا (١) بِهِ حَتَّى إِذَا هُوَ يُرِيدُ أَنْ يَخْرِقَ فِيهَا خَرْقًا؛ يَقُولُ: أَقْرُبُ مِنَ الْمَاءِ؛ فَلا يَكُونُ مَجَازِي (٢) عَلَيْكُمْ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: دَعُوهُ- أَبْعَدَهُ الله! - إِنَّمَا يَخْرِقُ فِي نَصِيبِهِ. وَقَالَ الآخَرُ: لا تَدَعُوهُ؛ إنَّمَا يُهْلِكُنَا. فَإِنْ أَخذُوا عَلَى يَدَيْهِ سَلِمُوا، وَإِنْ تَرَكُوهُ هَلَكُوا» .


[٣٦] أخرجه الحميدي (٩١٩) ، والإمام أحمد (٤/٢٧٣ رقم ١٨٤١١) ؛ عن سفيان، به.
وأخرجه البزار (٣٢٥١) من طريق شعبة، عن مجالد، به، و (٣٢٥٢) من طريق حماد بن زيد، عن مجالد، به. ⦗٥٣⦘
(١) أي: لم يعلموا به؛ يقال: نَذِرَ بالشيء وبالعدوِّ يَنْذَرُ- كفرح يفرح- نَذارةً ونِذارةً ونَذَرًا: علمه فَحَذِرَه. "تاج العروس" (٧/٥١٧/نذر) .
(٢) مَجَازي، أي: مُرُوري؛ من جاز المكانَ يَجُوزه جَوْزًا وجَوازًا وجِوازًا: سار فيه.
و «مَجَاز» هنا مصدرٌ ميميٌّ على وزن «مَفْعَلٍ» . وانظر: "المصباح المنير" (ص٦٣/جوز، وص٣٦٠/ الخاتمة) .

<<  <   >  >>