للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قليلاً، كما أن منهم من يرى القراءة بالسورة في الأربع، فقد وافق سهوه قول بعض أهل العلم وأنه ليس بسهو، بل من حدود الصلاة فلا يسجد له.

وظاهر الكتاب أن المريض الذي يصلي جالسا إيماءً أنه لا يومئ بيديه بالسجود؛ لأنه وصف الإيماء بالظهر والرأس (١) ولم يزد. وقد اختلف الشيوخ القرويون في تأويله؛ فمنهم (٢) من ألزمه ذلك ومنهم (٣) من نفاه. وكذا قال ابن نافع: يكون على ركبتيه في إيمائه (٤)، وإذا (٥) قال ابن القاسم في الكتاب (٦) في الذي بجبهته قروح: إنه لا يسجد على أنفه، فكذلك لا يلزمه وضع يديه في الأرض.

وقد يجري الخلاف فيها على الاختلاف في من جلس بين السجدتين فلم يرفع يديه؛ فقد حكى فيها سحنون عن أصحابنا قولين (٧): قال بعضهم يجزئه، وقال بعضهم لا يجزئه، فعلى هذا وضع اليدين في الأرض والسجود عليهما فرض لقوله: "أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء" (٨)، فعلى المومئ إذاً وضْعُهما في الأرض، كما ألزمه / [خ ٤٠] اللخمي (٩) وضع الأنف على مذهب ابن حبيب (١٠).


(١) المدونة: ١/ ٧٧/ ٣.
(٢) تحدث اللخمي في التبصرة: ١/ ٣٣ ب عن كيفية الإيماء ولم يذكر الحكم.
(٣) كأبي عمران كما في التوضيح: ١/ ٧٤.
(٤) نص ما في سماع ابن نافع وأشهب: "على ركبتيه أو فخديه". انظر البيان: ١/ ٤٢٢.
(٥) في غير خ وق: وكذا، وفي ل: وكما.
(٦) المدونة: ١/ ٧١/ ٤.
(٧) رواهما عنه في المجموعة، انظر تهذيب الطالب: ١/ ٤٨ أ.
(٨) رواه البخاري في كتاب الأذان باب السجود على الأنف ومسلم في الصلاة باب أعضاء السجود ...
(٩) التبصرة: ١/ ٣٢ أ.
(١٠) في ل: أبي حنيفة. وهو في النوادر: ١/ ١٨٥ لابن حبيب وكذا في الإكمال: ٢/ ٤٠٥.